الثلاثاء، 31 يناير 2012

0 كلمة اخيرة





مشعل التمو 
كلمة أخيرة
الغلاف للفنان بنكين
1000/نسخة - 1/12/2001
من إصدارات مركز جلادت بدرخان الثقافي
القامشلي – سوريا
الإهــداء : إلــى فيندا الإرادة والحياة ؟
فمـــن السهل تدمير الإنسان ؟


تعريف
مشعل نهايت التمو
في قرية صغيرة ( ناحية الدرباسية) طينية البيوت وموحلة الازقة من بدايات خريف عام 1957 ابصرت الدنيا ومعها رضعت الحب والوفاء والكبرياء لوالدين قمة في العطاء والطيبة .
اكملت الاجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب في عام 1980 .
عملت في دوائر الدولة الى ان نقلت امنيا عام 1986 الى منطقة نائية من محافظة الحسكة واستقلت بعدها .
مارست العمل السياسي الكردي منذ 1972 وحتى الان. عضوا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا منذ1992 حتى المؤتمر التاسع شباط 2001 واستقلت بقناعتي .
عضو هيئة تحرير جريدة اتحاد الشعب لمدة 10 سنوات ورئيس تحرير جريدة دنك السياسية والناطقة بالكردية منذ تاسيسها وحتى توقفها بعد استقالتي من الحزب , ممثل الحزب في اللجنة العليا للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا حتى تركي العمل الحزبي .
احد مؤسسي منتدى جلادت بدرخان الثقافي في القامشلي (الذي حاربته السلطة والحركة الكردية معا ) ومساهم في بيانات لجان احياء المجتمع المدني .
اكتب المقالة بالعربية والكردية , والقصة القصيرة بالكردية

تمهيــــــــــــــد
قد يكون غير ضروري
هــي بعضا من كلمة أخيرة وصرخات أولى في جدران تكلست وانزوت في دوائر ومتاهات متدرجة , أكبرها صنع لنا وتكفلنا بصنع بقيتها , حانقين على من يخترقها ! منددين ! مستنكرين ! مختبئين تحت عباءة أطر ترهلت ؟ تجاوزها الزمن بقيمها ومفاهيمها وأولا وأخيرا بشخوصها ورموزها المستمرة ما دام الله مستمرا وان كانت خارج حركة التاريخ والواقع .
لله درها فقد أنتجت وأبدعت بفرديتها وأنانيتها وازدواجيتها بضعا من عاطلين عن العمل , امتهنوا فقط التطبيل والتزمير لكرات الثلج وفزاعات الحدائق ! تلك التي تعددت منجزاتها من وقف تطور الأجيال إلى اختزال المسالة الوطنية تدريجيا لتتجسد فيها بقطر هامشيتها وهشاشة رؤياها وعقليتها البدائية والطفلية وما بينهما ؟
هــي بعضا من معاناة حاضر وانفصام العقل عن الواقع ميزته تراكم الخسائر فكرديا يلدغ المرء من الجحر مثنى وثلاث ورباع , فلا ذاكرة تاريخية تقرأ التجربة وتستنبط عبرها , فالتجارب تتكرر وتتكرر مع اختلاف الشكل وثبات المضمون , يعاد إنتاجها بقراءة خاطئة أخرى , كنتيجة لا تعي ولا تدرك بأنها فقط مجرد نتيجة ؟ وعلى الأصح مفعول به في كل الظروف والأزمان ؟ متلق للحدث منتظرا فرج الله وأولي الألباب .
أطياف الماضي تأسره , يهرول ويهرول لتحقيق ماض نفاه الحاضر فكيف إذن بالمستقبل , يخاف العقل ويتثقلف على الثقافة , لا عمل له سوى ركوب الموجة وامتطاء الوطن ؟ أليس هذا بأفضل من البقاء عاطل عن العمل ؟؟
هـي معاناة وطن ومأساة شعب بلي بأشباه وأنصاف خردة اختزلوا القضية في شخصهم ورسموا دوائر بألوان الطيف المقدسة ودكاكين موصدة مصمتة ؟ صور مشوهة لطغاة عظام , قابعين على صدر القضية متوسدين على إطنابها كجدار برلين , امتحنوا الوهم ونصبوا أنفسهم أولياء في الظاهر بشعارات غامضة وأنانيات مفرطة وشخوص لا زالت تتوالى في غفلة من الزمن ؟
قـــد تكون كلماتي الأخيرة انعكاس لشيء ما , قد يرضى عنها البغض وقد يرفضها البعض الآخر , ولكل حقه فالأمور نسبية ونسبيتها لا تقلل من أهميتها , خاصة إذا ما وجدت النظرة الحيادية والباحثة في المضمون والجوهر , فأنا أرى الواقع متعددا متباينا , لا وجود لوحدانية الحقيقة ووحدانية النهج والصحة والدقة , فعقدة الأنا تتطحننا ومصلحة الذات تفرم شعبنا الكردي وتقزم قضيته في متاهات الأروقة والضحالة الفكرية ؟ فلم يعد التمييز ممكنا بين هويتنا كشعب وقضية وبين عقدة الهوية وهو على حد تعبير إلباس مرقص ( الفرق كبير إلى ما لا نهاية بين الهوية وعقدة الهوية , الهوية ذاتية حقيقية , ثقة بالذات , استقلال فعلي , حرية , حرية للإنسان فرداً ومجتمعاً وأمة ) .
هذه الكلمات – وقد لا تكون كذلك – هي محاولة أولى لكسر جدار الأيقونات السياسية والفكرية , ووقفة أولية على حالة الركون والفشل والعقل الغيبي السائد والمسيطر على حركتنا السياسية , هي ركائز في مواجهة إرادة الحراسة ومديريات شؤون الغفر التي يحيط كل حزب بها نفسه , فقد تم تناسي الانتماء الوطني والقومي ليطفو على السطح الانتماء الحزبي المتزمت والمتخلف في آن معاً؟
وهو واقع يحتاج إلى مراجعة أساسية خاصة فيما يتعلق بالآليات التي أوجدت حالة العجز هذه , وبالنظم التبريرية المرافقة لسور الصين العظيم ؟
غريب هذا العالم يفسرنا كما يريد ونكتب متبجحين تفسيره لنا , لذا كانت كلمتي الأخيرة مادة تراكم تجربة وفعل ممارس , راضية أو مرضية لا يهم , فالمتناقضات تجتمع في هذا العصر كما كانت في العصور الغابرة , فمنذ بدء الخليقة كانت الكلمة هي البداية وهي النهاية وكانت الدلالة –لمن يفقه– قراءة لما بينهما ؟
ومن المفيد أن أقول بان هذه الكلمات ترافقت مع أحداث في أزمان وأمكنة محددة , وكلي أمل أن يتم قراءتها ليس من منطلق البؤر ومسارح العوالم ؟ وإنما من منطلق الموضوعية والحق في الاختلاف والتباين .
القامشلي 15/6/2001
مشعل التمو
نمنمات متقطعة
1
لحظات نادرة تلك التي أتمكن فيها من التفكير ، هذه النعمة التي ضاعت وسط أساطين الردة وهالات السواد وعمليات المقايضة وإعدام الضمائر ، انه زمن اختفت فيه المحبرة والريشة ، وجاء الباركر والكومبيوتر ، غُيب المنطق وسادت ألوان زاهية بصفاء الطحالب ، فقد ولى زمن الجدل وانهارت الحتمية التاريخية ، بين متاهات حران وجعفر البرمكي ، ترانيم اللوح المحفوظ استملكت في جعبة المتوكل على متاهاته ، المدثر بعباءة آبي ذر الغفاري وتوحيد حمدان القرمطي ، فقد شُرب اللبن وسُرق الجمل وعُمم التصحر ، هو زمن غريزي يشهد تشييع القوانين إلى مثواها الأخير ، ويحتفل بالخنوع ويعتز بالجبن ، ويبحث عن لقمة خبز وفرصة أمن ، ويصفق طربا فهو ما زال على قيد الحياة .
2
أشلاء أفكار تتضارب وتتبعثر ، لا رابط بينها ، قد يكون الأمر مجرد هواجس لا معنى لها ، ينتقل العقل الشارد المنتفض في لحظة التفكير هذه ، باحثا عن صلة وصل مفقودة ، ضائعة ، وسط أكوام من رؤى باهتة لا لون لها ، أيعقل أن أكون مختل العقل ، رغم أني كنت سويا إلى حين ، لكن مطرقة العقل الباطن تصرخ ، قرن من السواد والستائر الحديدية وتجارة الأخلاق ، مزجت الألوان فطغى الأسود وساد ، فلا ضير من اختلال التوازن في زمن من المهد إلى اللحد ؟.
3
آه يا صاحبي ، عن ماذا تبحث وسط تراكمات خائبة وخدمات مجانية ، سلاسل تسيُرك ونزوات تقطن رأسك ، مال ومنصب وجنس ، ثلاثية الضوء الأخضر لامتهان الإنسان وابتلاع اللسان ، ليذوب الضمير ويتوارى عن تجارة " زمن السكوت وملازمة البيوت " ( أخوان الصفا ) ، فسيد اللعبة كامن وراء الكواليس ، وأنت يا صاحبــــــي بيدق في لعبته ؟.
4
سراب خادع تتبعه الأبصار وينتهي إلى مأساة محكية تتكرر بين الفينة والأخرى ، سلسلة وسخة تحمل الفتن والقذارة ، تخال بأنك تخلصت منها ، لكن لا تلبث الأيام بان تظهر بأن للسلسلة بقية ، دمى متحركة في واجهات زجاجية ، يشع منها الإخلاص والورع والطهارة ، وحقيقة الأمر إنها أجساد خيش وبقايا عفن ، قطع أثرية في تراتيبيات منهجية ، مخلصة ووفية ، تحمل في يد مصحفا مزركش وفي الأخرى إنجيل مرتل ، وتحيط نفسها بفسيفساء اسمية ، تعجز معاجم وقواميس لغوية عن حصرها وحملها ؟.
5
أحد ما يلعق ذيله ويقعي على مؤخرته ، أمام رنين نجوم تتلالىء على أكتاف عريضة ، تبرز أمامها كروش معدة للتسمين ، وخلاف ذلك فهو يحتاج إلى لجام كي لا يهاجم المارة الأبرياء والسواعد التي تبني ، لا عجب فقد دجن على بعثرة الحجارة وتخريب الأسس ؟.
6
آخر يخاف من خياله ويتلون بالأحمر والثورة المستمرة والانتفاضة ، يصول بين تناقض الفكر والعمل ، ثوري هنا وقومي هناك ، وبين الاثنين ينحني إجلالا واحتراما لجلاد يرتدي عمامة ، ولسادي يتمنطق بالتوحيد وإزالة الحدود ، تراه صباح مساء يسبح بحمد ولي نعمته ورافع هامته ؟.
7
ثالث ورابع و ... الإخلاص في الخدمة شعار المرحلة ، سبيل سوي لمن امتهن النفاق صيرورة عمل وحياة ، هو زمن ضاعت فيه القيم البشرية ، وتوسع الهامش أو كاد ، يحتل الحيز الأعظم من مساحة الأخلاق والوطن ؟.
8
آه .. آه .... ليل افلت نجومه واشتد سواده ، وكثر حراسه ولصوصه ، وترعرعت وانبثقت عيون وآذان وأقلام ، تحبذ كل شيء إلا ... إلا الإنسان !!؟.
رجرجات متثاقف
أحد المثقفين المتاريس ، الموغل في البرجية المجبولة بالأطيان وهوامش الواقع المعاش ، انتعش وانتفش ، كرشاً حتى تخوم الروم ، وقامة حتى صلعة خوفو " رحمه الله " ، اندلق مؤخراً عصفراً مزداناً بنوط ما شاءت الحاجة والطلب ، واصطف عرضانياً بجانب أحد أعمدة زنوبيا " المستورة"، مصراً على إعادة تأهيل الصحراء ، تماهياً مع السراب ، مشقلباً فوكو ، ممتطياً بودلير ، ملوحاً بغوبلز ، فالغاية تبرر الواسطة " عفواً الوسيلة " ، كشفته مرآة الزمان ، حافي القدمين ، دامع العينين ، فقد رفض ذو النون وشمه ، وانكر أبو زيد الهلالي تصوفه ، وتكسرت مبهماته على أرصفة سوق الهال ، واجزم انه بعد جولاته وانزياحاته ، وأكداس كتاباته العاجية ، لا يؤرقه سوى هاجس متمفرد ، ينوء من بعيد ، مغبر من كثرة ما علاه من تعويمات ، كالحاً من سماكة ما لصق به من صدأ وأصداء ، مسكين أنت أيها الضمير رررر
في زمن الاوتوبان والعصير ؟؟!! .
كلمـــــــة أخــــــــيرة
1
العـالـــم يدخل بوابة القرن الواحد والعشرين , يتقدم العلم وتتطور التكنولوجيا والملايين من البشر لا زالوا يكافحون ويناضلون من اجل حق أنساني ضائع يراودهم الأمل في انبثاق حقيقي وجديد لحقوق إنسان يجري تشويهه وترويضه , وتختزل حقوقه حتى لا تتضمن أية قيمة إنسانية وكل هذا وذاك يبقى طي الكتمان طالما أرادت المصالح الاقتصادية والسياسية ذلك ؟
صحيح أن أي حق يخضع لجملة من العوامل المفروضة بفعل المجتمع والواقع بسبب تنظيم الحياة عبر قوانين قد تختصر الحق الفردي لتؤطره على نحو شامل وجماعي , لكن شتان ما بين المبادئ والممارسة , للطرف النقيض تظهر أهوالها وفظائعها تقارير منظمات حقوق الإنسان المختلفة , وفي خضم ذلك نبحث نحن أبناء الشعب الكردي عن السلام! عن الحق في الحياة الإنسانية , ويبقى نضالنا في سبيل تحقيق إنسانيتنا واجبا لا يمكن التهاون فيه طالما نحن نشعر بانتمائنا إلى الإنسانية؟.
2
ظاهرة القتل الفردي أو الجماعي وقتل المدنيين بشكل خاص , عمل يدل على نفسية عدوانية وخلفية محملة بالعقد النفسية الحاقدة ليس فقط على فرد أو مؤسسة , وإنما على مجمل الجنس البشري ففي وقت كان فيه الإنسان يأمل باستقبال عام جديد يجمل له إشراقة سلام وامن واستقرار , ذهب ضحية قتل منظم وجريمة يندى لها جبين الإنسانية ؟
أن السلام يتضمن الجوار وبالوقت ذاته هو نقيض للعنف والاقتتال ومن يبحث عن السلام يعمد إلى تعميق مساره ويمد جسور الثقة والطمأنينة , وينبذ الاحتراب والقتل الجماعي , لكن قتل المدنيين الأبرياء أسلوب مدان أخلاقيا وسياسيا وإنسانيا , وهو ما يوجب أن يدفع بالضرورة باتجاه حل المسائل العالقة في المجتمع وتجسيد الوحدة الوطنية الداخلية وقطع الطريق على أصحاب العقد النفسية والسادية التي تتلذذ بقتل الأبرياء ويستلزم ذلك إحلال آليات جماهيرية ومؤسسات ديمقراطية تؤمن التواصل والتمازج بين أبناء الوطن الواحد وتحقق المصلحة المشتركة والرغبة الواحدة في الحياة ضمن مجتمع تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية , ويفخر بوحدته الوطنية وبقدرته على مواجهة المرحلة بتعقيداتها وتناقضاتها المختلفة ؟؟ .
3
أن المجتمعات تفخر بنوعية العلاقات العامة السائدة فيها , وبمجموعة القيم المكتسبة عبر تراكمات نضالية وتضحيات إنسانية شيدت عبر أجيال عديدة نظم للقيم السلوكية تتجسد عبرها العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية , فنمط العلاقات الممارسة في المجتمع تدل على مستوى الوعي السائد في دلك المجتمع , وطبيعي أن الأمر يتعلق بمجموعة القواعد والأسس التي تربى عليها الأجيال ضمن ذلك المجتمع , ومن الظواهر ما يتواجد في كل المجتمعات سواء المتقدمة منها أو المتخلفة , لكن الفرق أن الأولى تملك من المؤسسات الراسخة جذورها ما يكفي لإصلاح الظاهرة الفاسدة و ومن استقلالية قضائية ما يكفي للحكم على أصحاب تلك الظاهرة وممارسيها , أما في المجتمعات المتخلفة فالظواهر الفاسدة حقيقة من الحقائق الملموسة , وهي حلقات مترابطة كل منها محمي بالأخر , حتى أن أحدا لم يعد يكلف نفسه عناء الحديث عنها , كونها أصبحت جزءا من أساسيا من صيرورة الحياة اليومية , محمية بالقانون ومتجاوزة له , مالكة للقضاء ومسيرة لشؤونه , وباختصار ينطبق على المجتمع المتخلف قولان ماثوران :
الأول : ما قاله أحد الشعراء الإنكليز قديما في معرض وصفه للسائد في بلاط الملكة (أن الغش والكذب والنفاق والمداهنة أمور أربعة لا بد منها للوصول إلى الفضل والنعمة , وإذا كنت مجردا من هذه الكلمات الأربع أولى بك أن تعود أيها الأخ الطيب إلى بيتك)
أما القول الثاني فهو لابن كثير في كتاب البداية والنهاية إذ يقول (إذا نزلت الأخبار والأوامر والنواهي من أهل الطوابق العليا إلى أهل الطوابق السفلى فالسعد السعيد من قابل الأخبار بالتصديق والأوامر والنواهي بالتعظيم)؟.
4
على مدار التاريخ البشري اقترن التطور العلمي بمعارك علمية محتدمة , كانت ولا زالت المعبر عن مستوى تقدم الوعي ومدى إمكانية تقبل هذا الواقع وتفهم آليات وانساق تقدمه , حتى أن الكثير من البديهيات لا زالت مرفوضة عند البعض لدرجة تكفير من يقول بها , فلا عجب إذا كان المتأسلمين أينما كانوا يقتلون الأبرياء , مثلما يحدث يوميا في الجزائر والعديد من الدول الأخرى , حيث يموت المئات يوميا ذبحا وقتلاً , والقاتل يقتل الإنسان ويمني النفس بدخول الجنة ؟ أما في الغرب الرأسمالي والشيطان حسب ما يسميه بعضهم يحاكم كلب على قتل دجاجه غدرا ويحكم عليه بالإعدام , لكن محاميه واهل الحي يشهدون له بالفضل والفضيلة ويجمعون التواقيع على أمل تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة .
البعض يعالج الواقع بالغيبيات بعيدا عن العقل والإنسان ؟ والأخر مناقض يسير في إطار تطور العلم والعقل والإنسان .
تــــرى كم يلزمنا لنستفيد من العبر والدروس في مجرى حياتنا المتناقضة ؟!.
5
شاءت المصالح الدولية وحجم الثروات فوق وتحت ارض كردستان إلى تقسيمها فباتت من اعقد المسائل الشرق أوسطية الباحثة عن حل؟ لكن أي حل عليه أن يرضي أطراف مختلفة ومتناقضة المصالح والأهداف وخلال السنوات الأخيرة اجتمعت مصالح متنوعة فخلقت ظروف موضوعية مواتية في مقابل عامل ذاتي متدن ؟ ولذلك تكاثر اللاعبون وتعددت الأوراق , وباتت أية خطوة باتجاه الحل تقابل بمواجهة إقليمية بأداة كردية ؟ تراكم العراقيل وترفع المتاريس وتخلط الأوراق بتعبيرات سياسية مأزومة وممارسة عملية تعيد إنتاج الخدمات المجانية والذات الفردية في أبراجها العاجية , والمتتبع للأحداث الكردية مؤخرا بات متخوفا من الأحداث المأساوية المرافقة لأي استقرار وتطور إيجابي في الشان الكردي , خاصة وان البعض تحول إلى هيكل فارغ المضمون والمعنى ينفث الشر ويعمل وفق شروطه , ولعل شاعرتا العظيم احمدي خاني قد خلد هذه الشخصيات البكوعوانية ؟ فليس صدفة أن تتكرر في التاريخ الكردي مسالة رهن الضمائر وتجارة الشعوب , هذا التوجه المناقض للاستقرار في المنطقة والمنافي للمصلحة الكردية , نأمل أن يتجه نحو عقلنة نزعاته الفردية وعدم الوقوف في وجه المسار الواقعي للتطور الكردي المرشح بتجاوز الذات/الفرد بمختلف مقاييسها وأبعادها , فحركة التاريخ تتقدم باستمرار متجاوزة من يعرقل مسيرتها ومحتضنة من يساهم في صناعتها ؟؟!!.
6
الكثير من الصحف الصفراء المتهالكة والمتأكل حوافها , أجادت عبر تاريخها المديد وماضيها الذي تواترت فيه التورية واللحن الجميل ونعق المدائح لصيرورة اختزال قضية شعب ومآس صهر ونكران وجود ؟
وهي لا تلبث بين الفينة والأخرى أن تعلن عن جديدها المغلف بشرانق البتراء وأعمدة الحيرة ناهيك عن زنار أبو القاسم الطنبوري ورغائبية يزيد ابن أبيه وبين هاتنك الصفيحات الباهتة يطالعك راكبي الموجة ولائكي الكلمات مبتزي المراحل الباحثين عن أمجاد خاوية تتأرجح بين العرض والطلب ؟
ولعل الأمر الذي يسجل لهم وبامتياز هو منطق المؤامرة الذي حكم حياتهم وطوق خيال أدمغتهم المهترئة من كثرة لوكها لقواعد الاستثمار وبازار الضمائر ؟
حقيقة يفخر شعبنا الكردي بالكثير من عاهات الأقنعة الفاوستية المتوازية بين المرهل والمترهل والخاضع وبجدارة لسيطرة الحيواني المحجب بآهات القضية والمفعول به على الدوام في دهاليز الأقبية ومتاهات الحجاج الثقفي ؟؟
طوبى لشعبي أقزام الأموية وصبرا صامتا وبالإرادة المستعان ؟؟.
7
(يـا الـه تسبيحي لا تسكت فقد انفتح علي فم الشرير وفم الغش , تكلموا معي بلسان كذب , بكلام بغض أحاطوا بي وقاتلوني بلا سبب , بدل محبتي يخاصموني , أما أنا فصلاة وضعوا علي شرا بدل خير وبغضا بدل حبي ..-المزمور 109-) .
تقول الأسطورة الأفريقية بان كل لون له اصل نشأ منه واليه يعود , فالأحمر هو لون الدم الذي سفح من طفل , والأبيض هو الذين بقوا صامتين؟ لذلك استشاط المسؤول غضبا من ألوان ألصقت على حافلات لنقل الركاب إيمانا منه بان الأبيض يجب أن يسود ؟ فقد تكلمت الألوان في زمن الأمية بالتاريخ والجهل بالحاضر وتناسي المستقبل , في زمن امتزاج المعرفة بالجهل والرفيع بالسمين واختفى الرضيع ليسود الوضيع ؟ لذلك امتشق دون كيشوت سيفه الخشبي وراح يمزق الأصفر والأخضر مهددا بإلغاء قوس قزح ؟ مسكين أنت أيها العتيد فقد وصلت متأخراً لان النجمة سكنت السماء واستوطنت البذرة والمطر ؟ فكم أشفق على عقلك الصغير الذي أصابته بالدوار ألوان باصات دجلة والجوار ؟؟..
8
أحد ما يقبع هنا ينعم بالريش والنعام , يرفل بالحرير والديباج , يخاف النساء والمستقبل يعشق الصور والشوارب, يعتبر الكرة الأرضية تحت قدميه , جاء متجاوزا الحدود ممتطيا جواده يبشر بالنصر ويقود إلى الهزيمة , يهدد بنسف سور الصين العظيم , ويتوعد بهدم الأهرامات وتخوين الفرعون , يكره الإنجازات والحضارة وعلى التاريخ أن يبدأ من حيث ولد وترعرع , لا شعب قبله ولا أمة بعده, منه انطلاقة التاريخ وفيه ينتهي , وما عداه خائن وجبان !! وماذا بعد , انتصارات لاولي الألباب وهزائم لشعبه يبني أوطان متفرقة هنا وهناك ويدمر وطنه , السلم والسلام أعدائه والاستقرار الداخلي قاتل أمه وأبيه , الـه الحرب يتربع فوق منكبيه , رافضاً السلم والاستقرار والمصالحة , وماذا بعد , كردي بالولادة واللسان إقليمي الخدمة والقرار ؟
مسكين أنت يا شعبنا الكردي منذ ابتليت بمرضى وصانعي أوهام ؟!.
9
جزيرتنا اكتسبت الاسم منذ سوبارتو وميديا , تنوعت أثارها وكثرت تلالها خصبة وغنية , منبع للنفط والماء جعلاهما محط أنظار وأطماع , كثرت فيها الحروب ومر عليها ملوك واعيان , جاء اوبنهايم مستشرقا فبنى متحفاً لحقب متعددة وحضارات متنوعة , رأس العين عاصمة , وشاغربازار احتضن خمسة عشر مدينة ومجموعات بشرية , البعض منها بنى وعمر وزرع وترك معبداً وقصراً ومدينة , والأخر نهب وسلب ودمر ؟ الأثريات أثبتت حيوية الجزيرة وخصوبتها , والواقع ينادي أنا قاعدة اقتصادية ولست بقرة حلوب ؟ تطعم وتكسي الطامع والفاسق , ولا ينال أبنائها شيئاً !
جزيرتنا تفخر بالتعدد الأثني وتتحسر على خيراتها وتندب حظها العاثر وتمني النفس أن تنال مثلما يؤخذ منها ؟؟!!.
10
كثيرة هي الكتب بعناوينها البراقة وطباعتها الفاخرة , منها ما يتحدث عن التراث وضرورة العودة إليه والعيش فيه , ومنها ما يحلل المستقبل وإنجازاته , ومنها ما يتحدث عن كل شيء ولا يحتوي على شيء ؟
أما المواطن المغلوب على أمره يده على بطنه يبكي يومه , ويتحسر على أمسه , ويرتعد خوفاً من غده , تتراكم مشاكله وتزداد همومه لا وقت للتفكير لديه ولا عقل يستوعب القراءة فقد ارتفعت البطن لتسكن الرأس , روتين وبيروقراطية وغلاء وامتهان كرامة وعناوين براقة لإنسان ضائع , بات همه الوحيد كيف يمكن البقاء حياً ؟
مؤخراً صديقان التقيا بعد طول غياب , الأول أتخم وكرش وفرش وارتفع ! والأخر لا زال حبيس أفكار ومبادئ ورث منها القهر والحرمان والجوع ! صال وجال الأول بحديثه ليصل إلى أهم كتاب صدر حديثاً يبحث في مساوئ الصهيونية وشرورها وأثارها متسائلاً أن كان صديقه قد قرائه , واستاء لعدم حدوث ذلك ؟ لكن الصديق الذي لم يثر أعصابه سوى كلمة قراءة وكتاب ؟ أجاب وهو بالكاد يضبط أعصابه لا أريد أن اقرأ سوى كتاب واحد شرط أن يكون عنوانه – كيف يمكن العيش بـــ 4000 ل.س شهرياً -؟؟.
11
الضوء الأخضر الذي أطلق الأمواج لتتلاطم والعواصف لتقتلع السلام , ولتزرع الحرب والدمار ؟ فزراعة الأشجار جريمة إقليمية ومنافية للقوانين الدولية , حيث تتصارع المصالح وتتمدد الجزر ليتقلص المد وتندلع المعارك , أطرافها كلاً في عاصمته قرير العين هانئ البال , فالدم الكردي بسيل ليحقق مأربه , وذاك الصنديد يربت على كرشه ويمسد شواربه مطقطقا سبحته مقسما باللات والعزى بأنه سيلغي التاريخ ويمحو من الذاكرة الأحداث , فعقدة النقص تلاحقه وعقدة التخريب تتجسده , ويدفع شعبنا ثمن خدماته وتقلباته , هو زمن معاكس لحركة التاريخ والعلم والواقع , هو زمن اغبر جعل من الأقزام أبطالا يبيعون وطناً ليحفظوا الرقبة ؟؟.
12
(راندل) يقول:
ارض الألف ثورة والألف حسرة ؟ وأنا أضيف والألف عدو ؟ كأنه قدر أو صيرورة , طموحات شعب وتضحيات أمة ثورة تمسك ثورة , ومأساة تتلو مأساة , وعدو متخم حتى البطر ارتبطت أعضائه الأربع وتشعبت بشوفينية وقصر نظر , غصن زيتون كردي امتد في جهات الأرض ! يواجه رصاصة صهر وإذابة ؟ نريد السلام .. نريد الإنسان !
لكنه مطلب صعب لمن لا يحترم ويصون الإنسان , نصرخ نحن معكم في قضاياكم , معكم في مواجهة عدوكم , معكم لبناء وطن , فقط أوقفوا ما تفعلونه بنا وهو نفس ما يفعله بكم عدوكم ؟ الفتنة وصراع الاخوة !
اللاعبون كثر والكرة حائرة , تبحث عن صديق ورفيق فلا تجد سوى حلف غير مقدس من المؤامرات والمصالح , لترتد إلى صدر صاحبها وحاميها يذود عنها ولسان حاله يقول من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ومن اضمر الشر لجاره وقع في شر أعماله ؟.
13
آيات الله العظمى، تحكم بالفتوى وتتستر بالدين ، بنت جدران من المقدس والمحرم ، واعتمرت الإسلام كوفية وعمامة ، دعمت التطرف وبعثرته في أرجاء المعمورة، وأشاعت قدسية مطلقة وألوهية واهمة وحق مفترض ، ليكون مبررا للقتل والاغتيال وكم الأفواه والاحتيال ، آيات تحلم بمد مفتوح عبر تصدير طموح غير مشروع ، لذلك اعتمدت الاغتيال نهجآ وسلوكا ، لتمرر الإرهاب والاضطهاد، تناست بأن الإسلام دين محبة وإنسان ومساواة ، لكن الآيات أفتوا بجواز اغتيال من يطالب بحقه كإنسان، وهي نمط استمر في التعامل مع الإنسان منذ البهلوي إلى الخاتمي المسمى بالمعتدل الولهان !!!! .
14
موجة تلطم موجة، وجسد يرتطم بجسد، وسفينة تنتظر صخرة وحجر، فقد أضحت في أخر أيامها ملجأ وناقلا لأجساد تحلم بالشمس والحرية ولقمة خبز ، الأول يفر فقرا والأخر يفر عطشا والثالث تائها والجميع يبحث عن وطن وهوية ، فقد اغتصب الوطن وانتزعت الهوية ، ودمرت القرى وتبدلت أسمائها ، وبين جدران أربعة يفر الكردي بحرا بحثا عن أمان مفتقد وحرية غائبة وإنسانية مصادرة ، متناسيا بأن من يسهل عليه العملية وتوابعها هو من استباح وطنه وطمس شخصيته وصادر أرضه ، الجغرافيا كانت السبب ، والمأساة ترتبط بأبعاد ثلاث ، والحل يكمن هنا فوق ارض الأباء والأجداد !! .
15
العالم قرية ، ما يحدث ليلا ينشر صباحا ، حدث هنا وحدث هناك ، واتفاق هنا واختلاف هناك ، والخبرات تكتسب منها ما يتراكم بسرعة ، دون جهد وعقل ، ومنها ما يتطلب العقل والجهد ، البناء والتفاعل والإخاء والسلام تتطلب الكثير من العقل والجهد ، والصهر والإذابة والتدمير دروس سريعة التعلم والتنفيذ ! هناك يستولى على ارض لبناء … وهنا لاستكمال ارض مستوطنة ، خمسة وعشرون عاما والأرض ناقصة ، والمستوردون نياما لا يفقهون ؟؟ استوحوا التجارب والأسلوب.. استفاقوا بعد ربع قرن من سبات منظم ، ليدركوا بأن الأرض التي استولوا عليها آنذاك ناقصة!!!
لله دركم آيها العبابيد .. أين كنتم .. وكيف أصبحتم .. وماذا تفعلون !!؟؟ ..
16
يتلى بعده قرار ، ولوحة ترفع وأخرى تزرع ، وخارطة تجمع وأخرى توزع ، جهد تبعثر وأموال تبذل لخلق عداء وتوطين حقد … الذعر يلاحقهم والاسم يقض مضاجعهم ، روؤس سكنتها الأشباح وخلت من الثقة والإنسان والمستقبل … آمنوا بالقرار الخاطئ .. واعتبروه منقذهم … واللوحة لتنسيهم الاسم .. والخارطة لتمحو من الذاكرة التاريخ !! ؟؟ التاريخ يشهد والحاضر يؤكد والمستقبل ينتظر .. فالوجود قائم ، والاسم مغروس في الأرض والجغرافيا ، والمستقبل ينتظر الإخاء والسلام ، فلأسماء ليست خطر ، والوجود ليس خطر ، والخطر يسكن رؤوس هزيلة أينعت… ؟؟ يقلق الحاضر من سمومها ، ويخشى المستقبل من عارها ، حالهم كحال الفراشة التي تقترب من ضوء القنديل وتحترق دون أن تدرك بأنها تحرق نفسها !! ؟؟
17
الشرعية كلمة مجازية تجمع بين ثناياها السياسة والمصلحة والداخل والخارج , قد تكون حزبية أو جماهيرية وان صحت فهي نضالية , ليست كالأهرامات أو عجائب الدنيا السبع , لكنها ذات أرضية نضالية اجتماعية وسلوكية إنسانية , اعتمدت البناء والتواصل وامتلكت هوية قومية تتفاعل بين ماض وحاضر ومستقبل , يستحيل اكتسابها بغير ارتباط عضوي بالهدف والمصير والمصلحة القومية , ويبقى الواقع دائماً أغنى من الخيال فهناك أزمة وعي واغتراب لسان , ودفاع عن ذات وهمية تستسيغ الفرقة وتبرر انتهاك المنطق والتوحد , تعتمد المطلق لرفض التعدد والاختلاف , وتؤسس لعلاقة بلا تاريخ وهوية , متناسية انه في الواقع والتاريخ لا مكان للأمنية والرغبة وأحياء الرمم ؟
لكن هناك عمل وتجانس وسياسة واجتماع وأخلاق , فنحن ندافع عن ذاكرتنا القومية في مواجهة إفراغها من التاريخ والإنسان ؟.
18
قال بابلو نير ودا يوما
(( قد يقتلون الأزهار كلها ، لكنهم لن يمنعوا حلول الربيع )) !! وأنا أقول قد يصادرون الأرض ، ويأخذون الزرع ، ويبدلوا الأسماء ، ويغيروا الشواخص والطرقات ، لكنهم لن يستطيعوا انتزاع هوية وصهر قومية !! أفكار وممارسات سياسية وصيرورة وعي يعتمد الأنا والرعية ، يجمع وبسهولة أدعياء ووصولية ، البعض ينفذ العمل والوصية ، والأخر يفيق من سبات شتوي بهمة وعنجهية ، يحلم بصولجان وسراب عرش بدون قضية !! وكلها أهداف بخلفيات علنية لقضية معنية!!
ويستوقفني هنا قول لفولتير
(( أن ما يزيدني غيظا هو إن الأدعياء والمتعصبين والمحتالين متحدون ؟ وان أهل الخير مشتتون منعزلون ؟؟ )) .
19
ما بين الاختلاف المتميز والاتفاق المتميز شعرة , ليست كشعرة معاوية ولا هي قميص عثمان , مثلها مثل الظاهر والباطن , إضمار الحقد وإظهار نقيضه , البناء والهدم , خفة الجهلاء وحكمة العقلاء , يتواجد الشيء ونقيضه , والغلبة لركائز وخلفيات وأشياء أخرى , فما اصعب البناء وقول الحق , وما اسهل الهدم والابتذال كالفرق ما بين ربيع براغ وخريفها ؟ والأصح ما بين ربيع القامشلي وخريفها ؟
فما أحوج السياسة إلى مقوماتها , إذ ليس أهل الكهف فقط من امتهن النوم , لكن الكثير يغط في سبات عميق ليتم إيقاظه مجبراً وهو يصيح هل مات قيصر ؟ صدق من قال بأن النور لا يضر بالعيون السليمة , بل يصيب ضعاف البصر والبصيرة ؟.
20
تتغير الأزمان والظروف وتتبدل المحطات والدروب , لكن السكة تبقى والقطار يسير وحركة النـزول والصعود مستمرة , وبالحماسة ذاتها يتم الانتقال من موقع إلى أخر , فتغيير الجلد والولاءات يخضع لحركة السوق والتسوق , لا تهم القناعات والقضية فباسم الانفتاح والعقائدية يتم تبديل الجلد ونسيان الهوية , فالكثير ولد ليزحف على بطنه , البيئة تخلت عنه , فاضطر للبس النعل ووضع النظارات الشمسية , عله يلتمس طريقا في عتمة ليال سوداوية فقد وجد لنفسه أخيرا عملاً خير من أن يبقى عاطلاً مدى العمر ؟.
21
السياسة فن الكلام ، أم فن الممكن ، أم تعبير مكثف عن اقتصاد ومصالح ، أم خليط من هذا وذاك ، فهي تبقى خط وتوجه ونهج وصيرورة …. لكنها تحت وطأة الأمية والتخلف قد تصبح لون لا لون له!! ونهج لا مبرر له !! ومصالح تحترف تزوير الأوراق وقلبها !! مسكين هذا المصطلح ؟ ! كم من عاطل سار في سياقه !! وكم من تاجر لا زال يحتمي به !! وكم من موظفا لا زال في مساره !! وما اتعس إنسان تخاله خارجا لتوه من مستنقع !! رغم رداء المصطلح وقيافته !!
معذورا هو فقد امتهن الصمت المشروط متوافقا مع مقولة أحدهم (( يقضي الإنسان سنواته الأولى في تعلم النطق ، وتقضي الأنظمة بقية عمره في تعليمه الصمت !؟؟! )) .
22
ما حدث ويحدث هو بحث عن ذات فردية في إطار قضية جماعية ، فكان لا بد من أد لجة القومي بقطاع مختلط ؟؟ عبر فكرا كان لنهضة قومية ؟؟ فأضحى فكرا وممارسة لخدمة إقليمية !! توافقت بعلاقات استتباع واتباع واحتراف للتنامي والتمادي !! وكان الخطاب والتخاطب بعدة انساق وحدود؟؟ وكرسي بركائز ثلاث ! غير مستقر الأرجل والأوصاف ؟؟ فكانت القدسنة والاستلاب وخارطة مهددة بتواقيع الآخرين !! وانتفاضة تلبس على اكثر من وجه !! ثمن باهظ للعبة المتناقضات ، فقد كان المطلوب أن يتكون اسم ! لبزوغ وثبات واستمرار الإعلانات !!
فالقطار يسير في الاتجاه المعاكس ؟ وبقي للعليم والكليم انتظار مأساة الاصطدام !!؟؟ ليغترب من هو كلي القدرة ، متدثرا في عباءة لغز ومفتاح !!
لكن المفتاح في أيد أمينة تجيد لعبة الأوراق والاستنساخ !! لكنها فقط تجهل لعبة البشر وحقيقة الحجر !!!؟؟؟
23
وللحياة ألوانها وتداخلاتها ، منها ما يجد مكانا يتوسد فيه ذاكرة منسية ! ومنها ما يعبر بدون ضجة واثر ! وبين الاثنين عمليات حسابية لا تواريخ لها ولا أرقام !! مسودات فقدت الذاكرة واللون !! ذاكرة أعطبها الزمن وقلمها الأدعياء !! وباتت أماكن محجوزة لستائر سوداء ! اللون الأبيض يخيفها .. والأضواء تبهرها … تظن الطوفان يلاحقها .. فتدين تاريخا كانت طرفا فيه .. لان اصعب شي ء على الإطلاق مواجهة الذاكرة بواقع مناقض لها .. .. .. !
لا غرابة فقد صدق من قال :
المرء يفتح شباكه لينظر للخارج ويفتح عينيه لينظر للباطن …….. !؟
24
هي محطات صدئة... غادرها قطار الزمن ... رائحة العفونة تفوح منها ... يرحل الواحد تلو الآخر... وتبقى أقبية وطواحين هواء ... وانتظار صامت لغابة اعدم فيها البنفسج ..... هاوية ضمت الأخلاق والضمير والدولة ؟ وصراخ عقل يتنامى ووجوه كتيمة استبدلت أسمائها ... تعطرت علها تزيل رائحة التراب .... ووطن تعصف به أعاصير لوثة سميت بالتعريب ؟ وخراب ثقافي ومثقفون منوعون للحياد والارتزاق والانا والاتفاق وتبرئة الذات ؟؟ وفلاح اكتسح الحجر ليصبح في جحيم الخطر !! هو عصر استهلاك ومظلة نسيان ؟
هو وطن يدمر .. فالمتاهة امتدت لتشمل باطن الأرض والأجساد ؟ وأبرياء تعلقوا بالحياة ... وصوت مبحوح يدوي :
أيها الشرفاء
(ارفعوا أصواتكم من اجل شعبي) ؟؟ .
25
وهكذا كان العليم والكليم ينتظر مأساة الاصطدام …. لقطار سار منذ زمن في اتجاه معاكس …. متجاوزا إشارات المرور والأزمان …… متناسيا القارات والفصول …. ولعبة المصالح وتناقضات الحدود ….. فسقط في ساحة مقايضات الشعوب …. فالربيع الموسوم بالتجارة ، عادة لا يدوم …… هي لعبة البشر ! أم تجاهل القدر ! لا فرق فقد اتفق الاثنان ! فكانت خطيئة العقل الأولى …. وكان الخطاب والاستلاب … وشخصية بدون ملامح … هيولى من التبدلات …. والكر والفر وثقب الأوزون …. فأبواب التاريخ شرعت … لإضافة جديدة / قديمة !
هي مأساتنا .. !!
ودائما هي مأساة العقل الكردي ؟؟
26
بين الفردية والنرجسية والخلفية المجهولة ، مآس تنتج مآس وتجارب مكررة في أزمنة متباعدة وظروف مختلفة … الفاعل نفسه والمفعول به ذاته والمستفيد لا ينتمي لهذا وذاك ؟؟ فقط يزهو بقدرته على بث الاحتراب وضرب هابيل بقابيل ؟ وهابيل هذا أو قابيل ذاك امتهن الخدمة هنا وهناك؟؟ فأضحى مادة أولية في سوق المقايضات الدولية ؟؟ لا يجيد لعبة المتناقضات الإقليمية ؟؟ لكنه يتبجح بزيف الشعارات عبر دهاليز وأقبية أمنية ؟؟ مخلفا تمزق وانقسام وانكسارات و ….
لله دره يناصر قضايا العالم قاطبة وينسى قضيته ؟!! فقد مزق أشلاءها ؟؟ فالقضية هناك ! والوقود هنا ! والاحتراب لا هنا ولا هناك !!!
تبعثر الصراع في أصقاع الأرض متناسيا وجهته !! فما حدث بالأمس يعاد بثه اليوم وعلى نفس موجة الأثير !! ؟؟ فزغردي أيتها الثكلى فقد واظب البرنامج على الاستمرار ؟؟ فالكاتب واحد والمخرج واحد ؟؟ ودافع الثمن أيضا واحد … ؟؟؟ !!
27
مهرجون وكتبه ... امتهنوا التناسل والفهلوة ...منهم من يبرر الأمية والجهل بمستوياته .. ومنهم من يرتع في بلاط السلطان .. ومنهم من يستظل بظل الحقيقة !! ومنهم من جاء ليعن موت القانون وحرق روما !! ومنهم من نصب نفسه وصيا على الثقافة والتثقيف !! فالماضي استبشر خيرا بوجوده ؟؟ والحاضر تدثر بعباءته ؟؟ ولا مستقبل لا يتبع صولجانه ؟؟ ينكى الجرح ويعتذر ؟؟ بدون رفة جفن يعتذر ؟؟ عن كائنات أعدمت ضمائرها واستكانت في دهاليز من التيه والغريزة ؟؟ فقد ضاقت الرؤيا وجاد العقل الباطن بأنهار من الظلمة وكوابيس طموحات !!
شخوص رمادية شللية المنبع والمصدر تحلل وتنظر !! كدمى مفككة الأطراف تتدحرج في منحدر !! بدون أن تترك أي اثر !!
وعلى حد تعبير جان بول سارتر
(المثقف المزيف هو قبل كل شيء مثقف مباع)
28
تسود الغريزة وتسحق الكرامة …. تنعدم القيم وتعدم الأخلاق …. فلا يجوز في صيرورة مأزومة وموروث ينخر العظام …. الاقتراب من بناء عقل وتكوين وعي ..؟؟ يفسر المحظور ويقارع المألوف … بفكر نقيض لقيم القرية وأوهام القبيلة والانا وأشياء أخرى …؟؟ هياكل تستمد ديمومتها بحكم الصدفة والاستلاب والمصادرة ..؟؟ تصول وتجول في دائرة الذات وحب الوجود … تجعل من التقليد حداثة ..؟ ومن الأزمات والانشطارات سيادة وانتصارات ..؟؟ تعلن عن هوية بدون فعل انتماء …؟؟ طغت الأمية يا صديقي في عصر الأسماء ..؟؟ تلك التي تنازع للخروج من دائرة الإلغاء …؟؟ فقد سادت الحماقة بدل العقل والمنطق وتبادل الآراء …. فيروس ألغى الوعي وبعثر الرؤى …؟؟ فمهما احتدم الجدل وتتالت الانكسارات ؟؟ يخال الأحمق نفسه منتصر ..؟؟
فآلف تحية لمن قال :
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
29
متدهور منفوش ، يبحث عن استيلاد بطولة في هوة الضياع ، مسَور عقله بذات مؤرقة ، اصطنع تاريخاً يبرر له افتتاح متجرً يعمل به مؤذناً ! يطفو في فراغ أوهام وأحلام يقظة ، يترجم أزمة ذاته وخرافة وجوده ؟ ليحشر له اسماً من سراديب ومنافذ أقفال !؟ ينطق الفصحى ويمارس العامية ؟ ويتمظهر بالحداثة والعولمة كـ
( الثعبان الذي يتوجب إخراجه من تحت القميص ) ؟؟
فقد امتهن العبث والهدم وركوب الموجة ! فبات بلا لون ولا جغرافيا !!وانتج وعياً سادياً يُخَون الآخر ويدينه ؟ فقط لتباين رأي واختلاف فكر ؟؟ مثله كمثل وعي جلاد سادي يتلذذ بتعذيب ضحيته ؟ فالسيد الأمر تربع في ثنايا العرش بكم من أحابيل تلقنها في حياته ؟؟ فيا لرخص أسعار الضمائر المتحولة وفق تقلبات الطقس وأسعار البورصة ؟؟ ويا لهول عصر يتفاقس فيه الأقزام ومروجي الاتهامات ، ممتهنين التسول والبدعات ؟؟ محاصر أنت أيها العقل الكردي ؟ لكن لا ضير فآجلا أم عاجلا سيصل الطابور إلى ساعاته الأخيرة .
30
ما يثير الأسى لدي هو إن البعض من علب الحساء المجندة في مزارع ومفاقس أصحاب النـزعة الرعوية التقنوية ! الذين يفسرون العالم من نافذة ضيقة في غرفة طعامهم المقفلة !! ويبغون انسحاب ذاتهم على الحاضر والمستقبل ؟ مجسدين انفصاما متعدد الألوان ، عاقدين العزم على تطهير لغة القبيلة ؟؟ بكليشهات شعاراتية ؟ تنضح وعياً تراجعياً ! وأسيرة ذات فردية بفراغات زمنية ؟ قيدتها التقليدية فأمست مجرد ( تدفق خاوي للزمن ذاته ) لا نقطة مرجعية لها ولا آفاق مستقبلية في حدودها الريفية ؟ وبين هذا وذاك تخبطت غير مدركة بأنها ( منذ أن تعالت بنفسها فقد أدانت نفسها ) !!
فشتان ما بين الدعوة إلى العقل وتراثه وإبداعه المتجدد ، وبين الخواء المستمر إلى ما لا نهاية لليقين ذاته ؟؟؟ وما بين الحيوية والتنوع والتباين ، وبين التقليدية والقدسنة واليقينية الشمطاء ؟؟؟ لأنه طالما إن المعايير بكل تلاوينها ، تكونت في التاريخ ، فيمكن اكتساب القدرة على تغييرها في التاريخ نفسه !! لان التطور عملية تتطور من ذاتها ؟
أو على حد تعبير كانط
( الإدراك المتجدد غاية في ذاته )
وتبقى دائماً وأبدا عقول الرجال تحت آسنة أقلامها ؟؟ ترى آلا يثير هذا السخرية والأسى معاً ؟!.
31
عشرون عاماً والصراخ يمتد إلى ما لا نهاية ؟ والشعارات تنهال من كل حدب وصوب ؟ ضحايا بالآلاف تساقطوا .. وقرى أبيدت ..وارض أحرقت .. ومؤتمرات عقدت .. وهيئات انبثقت .. وتسميات وُزعت .. وفي المنفى اكتمل الوجود ؟ لكنه تبعثر فوق ارض الجدود ؟ وهم شاع فأضحى مقدساً .. يضخ التنظير من وراء الحدود .. يخُون ويُدين ويُوزع الحقد الدفين … فرمانات تَصدر .. فالشخص أهم من شعب وقضية ؟؟ وحياته اثمن من آلاف الشهداء والمعتقلين وملايين المهجرين .. يا لسوسيولوجيا البشر .. لون واحد وقفص واحد وفقط حقيقة إقليمية … فهنا تقزمت تجمُعاً يُنظر للشوفينية ؟؟ وهناك انسحبت من ساحتها النضالية ؟؟ وبين هذا وذاك عاثت تدميراً وتخريباً في تجربة وطنية ؟؟ فقد تجلى الخارق/الرمز بفراغ ذاته ؟؟ يقبع مستكيناً ؟ لكنه يقود مشروعاً اكثر عمومية واقل كردية ؟؟ فقد اتسع التأرجح ما بين الطموحات الكبرى واستجداء العفو ، هي جزء من خبايا انهيار فكر اللافكر ؟ ومنطق الذات وعقلية الأنا وصيرورة الأقلمة ؟ والكارثة عزيزي القارئ في التصفيق وقبول تحولات الاميبيا الغارق حتى أذنيه في لجة التضحية بشعب وارض وقضية ؟
عسى أن يسلم رأس المملوك جابر ؟؟!!.
32
كل وجود وحياة ، له زمن وتاريخ ، وقائع تحصل وذاكرة تتكون ، رمزا توهج ، سمى وارتفع وتعالى فأضحى خالدا في ذاكرة شعب قسمته المصالح والجغرافيا ؟ وكان الميلاد قبل ثمان وثلاثون عاما ، تاريخ ميلاد ثورة ، وانبعاث شعب وصيرورة قائد ، مدرسة نضال بدلالات ومعان ، أينعت ممارسة وطنية في ارض بكر كردية ، وتجلت شعوراً بالانتماء والحق ووحدة الرؤى ، ووعيا قوميا يرفض الاستلاب والاضطهاد ومساومة الحقوق ، كان قائد وثورة ، ترك ارث ومخزون ذاكرة ، هي هويتنا وأصالة انتسابنا ، فقد أسست لارتباط عضوي بالأرض والشعب والمصلحة القومية ، عبر ركائز نضالية وحقائق وعي وأفعال ممارسيه ، هو رمزا تعالى عن الأنا والذات فدخل الذاكرة الكردية بديمومة أبدية ، وما استذكار الماضي إلا حضورا لحاضر واستحضار لوعي لا انقطاع فيه ، هو دعوة للوحدة والاتحاد وبناء المستقبل ؟؟.
33
قال أحد الكتاب يوماً
( زمن اصعب من قنينة ماء فارغة ، زمن ممتلئ بالأشياء المبتذلة وبالمبتذلين ، مبتذلون عليهم أن يتولوا معنى الأشياء فيضيفون إلى مبتذل المعنى مبتذلاً وينتظرون التصفيق )
ترى كم نعاني من اجترار أفكار في ظل أزمة تفكير وانهيارات هرمية وأفعال لا فكر لها ، هي فقط اجتهادات فردية في نهاية الألفية ؟ ركائزها تجريم رأي وزجر آخر وتغييب عقل ونعوت مميزة لازمة خطاب وقواقع سياسية ؟؟ شمولية في الرأي ووحدانية في التمثيل وما أدراك أين الحقيقة ؟ إن كانت مقنعة ؟؟ أو محجبة ؟؟ أو موؤدة ؟؟ لكنها وبكل فخر معلبة ؟ لم تعد أطروحة ولا حتى فكرة؟ فقط بضاعة استهلاكية بانبلاجات زاهية توافق السوق وتنسجم مع تفتت الهياكل ولفظيتها العدمية!! ؟؟
انتكاسات تحول انتصارات وطبول خاوية تتمترس بجدران رملية سمتها أزمة خطاب سياسية ؟ أنتجت لخبطة فكرية وتحليل قاصر وبيزنطية جدل ومناكدة بنـزعات متداعية لتجميد العقل ولا عقلانية الواقع ؟؟؟ طوبى لشعب لسان حاله يقول :
إلى متى هذه العقلية الكهنوتية والاتكالية والإفلاس النظري والبعد عن الواقع والتناقض الرئيسي؟؟ وفوق هذه وذاك الموقف الفلاحي من الأخ والشقيق ؟؟!!..ومأساتنا أيها القارئ العزيز:
هي ما قاله كارليل
( أن اخطر أنواع الخطأ هو عدم الشعور بالأخطاء ) ؟؟.
34
منطقتنا نائية ، يسود فيها إهمال وسياسات شوفينية  ممارسات ذاتية تستند إلى خطوط وسراديب خيطيه  حتى الشركات السياحية هنا تتمتع بقوانين وحمايات استثنائية ؟؟ أقزام تدثرت بمسوح قومية ؟ لكنها في الصميم مافياوية ؟ فشركة دجلة وركيزتها الروسية ؟؟ بؤرة نصب واحتيال ثوروية ؟ يحميها الأخضر والمنافع الشخصية ؟؟ سمتها الأساسية ابتزاز وغش وخداع ! وان لزم الأمر طابور من قضاة ورؤساء نيابة وانساقهم ؟؟ هي شركة ليست سياحية ؟ بل لغسل أموال جاءت من سراديب خارجية ؟؟ البيئة بها تلوثت ؟ والفساد منها انتشر ؟؟ وبات الأمر بحاجة لإعادة نظر ؟؟ من لدن وزارات تنائمت ؟؟ ليتفاقس مروجي العث وبائعي الضمائر ؟؟ في شركة سماها الناس بعجلة وبغلة ؟؟ وهي بطون جاعت ويبدو إنها لن تشبع أبدا ؟؟؟ وصدق الشاعر حين قال :
أن الزرازير لما قام قائمها توهمت إنها صارت شواهينا
35
مفارقات شتى عزيزي القارئ ! وعقول سكونية أغلقت منافذ تفكيرها ؟ وتطوعت للتزييف والتضليل وما بينهما ؟ امتهنت صناعة الدعاية والتحويل ؟ للتعبير عن عجز واستلاب وما شاء أولي الألباب؟؟ إعلانات هنا وهناك ! وقاسم مشترك يوحد الأضداد ويجمع الأنساق ؟ فتجارة الأيمان رائجة !! ومسارات تبادل الخدمات فعالة وخارقة ؟؟
هي نتاج منهجية ومعرفة ، وصيرورة تعليب عقل وتغييب ضمائر ؟؟ طوبى لهم فهم حصيلة فعل وصفه أحد أفراد قبيلة ( مايا ) في أمريكا عندما غزاها الأسبان:
(( في تلك الأيام كان الخير عميقاً .. لم تكن هناك آثام وخطايا .. ولم تكن هناك أمراض .. وآلام في العظام .. لم ينتشر مرض الجدري .. ولم تحدث لوعة في الصدور وأوجاع في البطون .. ولم يكن هناك ما يثير الوهن .. الجميع يسيرون منتصبي القامات .. لم يكن هذا ما فعله الأسياد البيض عندما جاءوا إلى بلادنا ، لقد علمونا الخوف واذبلوا ورود الآخرين .. لقد ذبلت الحياة وماتت قلوب الورود .. ملوكهم مزيفون طغاة على عروشهم .. قساة على ورودهم .. نهابون في النهار ، منتهكون في الليل .. انهم قتلة العالم .. كانت هذه بداية فقرنا .. بداية الإتاوة والاستجداء .. بداية السلب .. بداية الحروب المتواصلة والعذاب السرمدي ))
والمفارقة المستمرة هي انه لا وقت لدى هؤلاء ليفهموا بان عليهم أن يتوقفوا ؟؟!!
36
للثورة والقضية في المنافي الارادية طعم خاص ! اولئك الذين اضحى التنائي جزء من حياتهم اليومية , لذا ( وعذرا من الكثير من الاوفياء والمناضلين ) تصبح القضية محرابا في غير الاوقات الرسمية , خاصة في سيرانات الخديعة ومخابئ النجوم الخمس ؟ ويختمر الطعم بعد مزجه بالويسكي المعتق برائحة الجسد الابيض الاوربي والعيون الخضر الكردية والبرونز الحنطي العربي؟؟ وبين هذه الثلاثية تنبثق القضية من على فراش اللذة ومن بين ثنايا الجسد وخيلاء الزهو وملح التعرق وأداء الخدمات ؟
الكثير يا شعبي المغلوب على أمره يتوكأ عليك وينتشي بشعاراته المحشوة بفياغرا التجارة وأحلام الغرف نوميه ! هذه الطواحين المتدحرجة ما بين حق تقرير المصير والديمقراطية السورية ؟ يوم هنا وآخر هناك وما بين الاثنين ذات متكسرة ومباعة إلى يوم الدين ؟
رواد القاع كفى ؟ كفى استهتارا وارتزاقا ومسارات الجعل وقطط شباط ؟
إلــــــى
الشاعر المبدع والأخ العزيز إبراهيم اليوسف
بمناسبة الملف الذي أعده ونشرته مجلة مواسم
( على الشاعر أن يبكي ويبتسم مع شعبه )
لوركا
ملف أقدمت على فتحه مجلة مواسم بجرأة اضمحلت في زمن القحط والسراب ، متجاوزة حدود المونيتور والمتاهة والسكون المريب ؟ أقدمت على ملامسة الواقع بخطوة رائدة وفعل يحمل من العلمانية بقدر ما يحمل من أفق التنوير ووعي الضرورة ، فميدان الشعر الكردي في سوريا انبثق من جدران التكلس القبلية ووعيها المأزوم ونشيجها المكتوم ، من بين أكوام الانكسارات ومرارة الاستلاب ووعي القرية المفعم بموروث الذات ودائرة الوجود ، من ثقوب الجدران الأسمنتية وتراكم الانكفاءات وضوابط الفرد / الضرورة .
من هنا انبثق وتألق بعض الشعر الكردي الذي تجاوز صيرورة العصر البدائي ( الأسرة والعشيرة والقبيلة والطائفة ) !! وأبدع بوعيه المدني وعلاقاته الإنسانية ، أو على حد تعبير ماركس ( امتلك العقل وبصيغته العقلانية ) فجاء شعره معبرا عن الثقافي وعيا بحالة اللاتوازن المجتمعية ، تلك هي القصائد التي تصل إلى حالة التوازن والوعي عندما تخترق جدار الصمت وفجوات المتاهة ، سلاحها الإبداع والموهبة ، وسمتها المعرفة والصدق المزنر بآهات شعب يعاني كما قال علي بن أبي طالب ( من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ) ؟.
إن ما يميز الشاعر عن المولف والناظم للكلمات ، هو عقله الإبداعي المتجسد في شعر فاعل يحمل المتعة والموسيقى والمعنى والمنطق في فضاء رحب ، مجددا الحياة والأمل والتفاؤل بواقع كُبل بسلاسل ماض واختناقات حاضر ؟ ليكون بذلك مرآة لواقع محسوس تعكس جدلية العلاقة بين العقل والوجود ، وتفصح عن رؤية إنسانية بألق فكري وسلوك تنويري يجد الإنسان فيها ذاته ووعيه ودوره الاجتماعي ومكانة العقل والفعل خلال ذاك الدور ؟ .
والشاعرية لغة سلسة تدمج الحلم بالواقع وتوظفها لتعبر عن هدف وقضية ؟ فمن خلال هذا الملف يمكن تلمس الشاعرية (إلى حد ما ) ونكهة الموهبة وخصوصية القصيدة وهويتها القومية وروحها التقدمية وحقيقتها التي تتجلى في بساطتها وفي امتدادها ؟ لتصل إلى متلق يمثل الطرف الأخر من الثنائية ، تتواصل وتتفاعل معه كمادة وصورة ؟ كمكون قائم بذاته له ركائزه في نضج العقل والرؤيا لحركة مجتمع ومكنوناته ؟ وتتبدى جمالية الشعر في بعده عن التقليد والترديد ووصف جمال الأطلال ؟؟ والتزامه بالحركة والوعي العقلاني والتجديد ؟ واعتقد بأن هذا غير ممكن الحدوث إلا إذا كانت بنية الوعي لدى الشاعر تستند إلى قيم مدنية حضارية ؟ نأت به عن المنطق الأسري وتداعياته ؟ .
فالقصيدة التي ترفض الاستلاب تؤسس بذات الوقت لفكر ووعي نقيض وهي مهمة تتجلى عبر إبداع الشاعر وبنية وعيه العقلاني وجدية مواسم وسعة صدرها في تبني وإفساح المجال للأقلام الجديدة، فكم من شعراء وكتاب كرد مروا من بوابتها ، وهي سمة علمانية يتصف بها القائمين على المجلة وجرأتهم في نشر كل ما يبني العقل والوعي ويغذي الروح والفكر ..
حواشي
متصوفي المرابع ونافخي القرب
في أحيان كثيرة يضطر المرء للكتابة عن حدث معين أو عن مشهد خاص ، أو حالة خاطئة ترتبط بالمجتمع ودرجة تقدمه الحضاري ، المرتبط بمستوى الوعي السائد في الممارسة اليومية ، وبشكل خاص في الكتابة وطرح الرأي والفكر ، هذا فيما إذا أدرجنا أمامنا الحامل لهذه الأفكار ومنبع الصناعة والاستثمار ، وهو مجال متزايد في مجتمعنا ، له ركائزه ومريديه وسوقه الخاص ، المتخم بالانا والذات والأمراض المستعصية الحل التي تنساب بهدوء وطمائنينة في واقعنا المعاش ، ولذا في مثل هكذا حالات يبقى التردد في الكتابة قائما حتى بعد أن يبدأ تلون الصفحات البيضاء ، لعل الرغبة في الخروج عن المألوف هي السبب ، أو الحاجة إلى إيضاح أمر غُيب في أوراق صفراء ، وعلى هذا فان البعض ممن اعتاد اللهاث سبيلا للشهرة ، وعلى " قاعدة أهاجم لعلهم يردون علي فاصبح مشهورا " تراه أمامك مذعورا خانعا مطأطئ الرأس ، محني الهامة ، يتوسل التوبة والغفران ، فقد خابت مرة أخرى قراءته للواقع وتطور الأحداث ولم ينل ما كان يتمناه من تسلق هامشي هو جزء من وجوده وصيرورة حياته ، منظره المتجدد دائما يدفع بك للصفح عنه ومحاولة وضعه على الطريق السليم ، لكن الطبع يغلب التطبع ، فمن تربى على شيء شاب عليه ، لذا تراه بمجرد تغير الظرف والحدث واكتشاف طريقا مغبرا آخر ، سرعان ما يشهر طبعه ، ليسود رغائبه وهشاشة رؤياه ، فقد كتب علينا نحن جًل المخنوقين بمتاهات اللات ، أن نقرا ونسمع لعاد وثمود وقواطر المهووسين ، مرقطي الحروف نتاج الخواء الأجوف لواقع الاستثمار ذاته ؟ الذي انتشى فيه طوابير لا هم لهم سوى الاعتياش على فضاء الفراغ ، حتى وان تطلب الأمر افتراش الأرض وتلحف الرمم.
حقيقة يحتار المرء في أمر هؤلاء ، فلا شكلا محددا لهم في أي زمان ومكان لتتعرف به عليهم ، إذ ليس الاميبيا فقط تغير شكلها وتتوالد بكريا ؟ فقد غصت مجتمعاتنا بأشباه كثر ، لا شكل ولون لهم ، تتغير إشكالهم بتغير الفصول والحاجات والتعهدات ؟ ووفق هذا فمن حقي أن أبقى مترددا ، فأنا أعيش الخوف منذ لامس بصري الجزمة والقبعة ؟ وآمل أن يعذرني القراء الأفاضل فالخوف كائن أزلي ولد معنا وعشش في نفوسنا ، فنحن نخاف العتمة ، وبخاصة عتمة الكلمة وفراغ صاحبها الداخلي الذي يرتعد وتزقزق أسنانه من هاتف عارض ؟ فقد سبق وان استبدل رجولته ببصمة وتعهد ؟ ومستعد في كل لحظة لادلاقها نعتا وشتما ، نحن نخاف العتمة وهو يخاف النور ؟
والحق معنا نحن الطرفين فمن اعتاد العتمة صعب عليه أن يبصر النور ، فلا يمكن للعفن أن ينمو إلا في العتمة ؟؟ وعلى هذا فالخوف من عتمة الفكر وعتمة الأخلاق وعتمة الضمير احمله معي أينما كنت ؟ فأنا اعلم حق المعرفة بأنه هناك دائما أوراق صفراء رطبة المصدر ، لديها الاستعداد لنشر غسيل الأدمغة الـ... المهترئة والنوايا الشبقية ؟ فالواجهات المتصدعة دائما يتناثر الأقزام بين ثناياها ، وتنتشر " شواكيش " الحفارات بين حطامها ، وليس لدي أدنى استغراب من تبدل خطابها وتفرطح لسانها ، ولكن الاستغراب انتابني من التعرض للمسكين فالنتاين المعروف بعيد الحب وهو أسمى ما في الوجود ، الذي لم يفلت من سادية البعض ؟ حيث الحب والإخاء نقيض ذاتهم المنتشية بامتياز في متاريس الظلمة وشرانق النعم .
أنا ابحث حقيقة في خرابيش البعض عن معنى محدد لها ، فلا أجده ؟ أو مغزى أو هدف فلا ألقاه ؟ وعلى هذا فأنا متردد ؟!..
وقد جسد أدونيس ترددي هذا بقوله :
ما لهذا الدٌرويش الأعمى ،
التباسُ بين الرٌوح والرٌيح ،
وأحار : أيهما الصٌورة ، أيهٌما المعنى ؟
أهو التباسُ إيقاعٍ أم اشتقاق ؟
ولذا اجدني مضطرا أن أقول بؤس ثقافة وظيفية كهذه أنتجت هذا الكم من المعتمين ؟ أن كانت تسمى ثقافة، وطوبى لنا نحن الخائفين من العتمة كثرة الحشاشين ولائكي الكلمات ومشعوذي النوايا ؟! .
القامشلي 25/5/2001
أشواك للتباهي .... إشاعات للحجل* !
(( لم أفهمك إلا بعدما اصبح هذا الفهم بلا فائدة !
فـــــي ظل سوء الفهم نشأت مملكتنا !
ولمـا سطعت شمس الفهم لم يعد هناك ظل إلا للعدم !؟.)) / انسـي الحـاج /
قيل قديما من ينشر الشوك عليه أن يحذر المشي وهو حاف ؟ فما بالك في مجتمعاتنا التي لا يزرع فيها سوى الشوك , ومع ذلك تفخر بأشواكها وتزهو بمشيتها ؟ ويلعلع صوتها منددا بأشواك صغيرة علقت بأذيال الآخرين , مغمضة العين عن ما تحمله من ماس وأورام قيح متعددة ومتنوعة ؟ تختال بعطالتها الفكرية في البحث عن تسالي باهتة لملئ فراغها وقضاء يومها ؟ فقد أدت وظيفة أولياء أمرها ؟ ومن حقها أن تكون قريرة العين هانئة ترفل في رغد نعم مأجورة تقنع بها خواء نفسها وعقم إنسانيتها ؟؟.
هو زمن الفحش والفقاعات البشرية , زمن الصمت والتآمر وقلب الحقائق , فالكثير من أقزام الاستنساخ نتاج الأقبية والمتاهات السورية , تتربع بلا خجل على ذروة التفكك الاجتماعي والقيمي, تحركها الغرائز وتملئها العطالة الفكرية , هو ذا النوع الهزيل من الآدمية ! يتبختر في مجتمعنا ويفخر بصكوك براءته من إنسانية مغيبة , فالأمور محسومة وفق معيارية التسوية والتساوي في الحبو وجثو الركب ؟ شخصيات من مقاسات متنوعة تشترك في عقمها وتقف وهي تصفق على درجات الآدمية المتدنية , تماهت مع موضة العصر البعثي في قطع الأذناب وعد الآذان ؟ تعددت مواهبها وتنوعت خطوطها ؟ هنا تطربك أهازيجها وهناك تنوح بدون رفة جفن على مشهد من صنع براثنها , هنا ضحكات أفاع مدربة وهناك دموع تماسيح مجوقلة ؟ وبين الاثنين يتربع فاقدي الحس والإحساس في مسارات ثعالبية مكائدية تنـز صنوف كيد وقطران منقوع في لجة الجبن والخنوع وأدوار الحجل الأحمق ؟؟ .
فالسخف والرخص الإنساني صنوان متلازمان للمعتاشين على القضية والمتوسدين على المبادئ ! ولذا تراهم في وجوه لا ملامح بشرية لها , ميزتهم في بواطنهم المغلقة , العفنة , المخيفة بعدوانية زمن القهر والحرمان والانا الصغرى ؟ الحليقة من الاحترام للذات الخائبة بأحلامها وقصر نظرها ؟ وأناة هامسة ليقينها المنهزم من ماض لا زال حاضراً , فالظل لا زال قائماً يخيم على وطن يغتصب في وضح النهار ؟
هو زمن الاستثمار السياسي وجدولة المصالح ولعق الأصدقاء , فالبازار متحرك والنسغ قادم وأحفاد درا كولا يسرحون ويمرحون في أروقة القضية التي ضاقت ولم تعد تسع سواهم وبعضاً من متاهات جنائزية تمضغ الشر وتحيك الدسائس وتنشر العفن الأخضر ؟ لا ضير فمسيرة نصف قرن من الخواء المثلث ؟ أخل بالمقاييس الإنسانية وبات الجهلاء بوجوههم المتلونة كلحا وبغاء ؟ أصحاب معجزات البقاء والخيبات المتكررة ؟ دمى متحركة بمواعيد ليلية لا تنتهي ؟ هو النموذج السائد في مجتمع المتاهة والدهليز ؟ إلى درجة انه يتطابق تماما مع مقولة اندريه جيد ( السلالة الاسوء من الرجال , تلك التي تخفي خلف رصانتها ووقارها كل عقد العالم وقذاراته ) .
استنبول 5/10/2001
* هذه الكلمات تعبير عن نفسية وسلوكية البعض ممن كنت اسميهم واهما بـ رفاقي علهم يتعظون.
أوراق خاصة جــداً
كل مذهبية حبلى بالجلادين ...
ببشر يفكرون ويعملون لا لكي يخدموا ما يرونه ..
بل لكي يخدموا على العكس ما لا يرونه ..
انه الغياب الذي يقتل الحضور ...
– أدونيس –
(( لأنني قرأت كثيرا حدثت لي أشياء كثيرة )
هكذا يقول بورخيس الأرجنتيني .
وأنا الآن اعلم كم كانت حياتي متنوعة فيها الجميل وفيها القبيح , جميلها وقيمتها الإنسانية كانت تكمن في رؤيتي للإنسان , وقبيحها دمل القيح المتفرقة والتي خدمت الكثير منها معتقدا بأنه الأصح, ولكن الحياة أثبتت انه خطأ لم أدركه إلا متأخرا ! .
2
هو زمن الصمت زمن العهر والنفاق , وما يحز في النفس ليس ما يفعله هؤلاء المتربعين على الكراسي وأذنابهم من أصحاب المثل والمبادئ , ولكن ما يفعله بعض الأقرباء الذين تثق بهم للحظات وتعتقد انه بإمكانك أن تستند عليهم , لكن سرعان ما يتحول هؤلاء السفلة إلى سماسرة شوارع لا عمل لهم سوى المزايدة في بازار الضمير , علهم يكسبون بعضا من تحية , وكرسي وفير يطأوونه للحظات وكيف أنت من رتب ترن تخلف وسخفا , أولئك الأقرباء النخاسون يولمون على حسابك , كل منهم يتقدمه كرش يقوده ,فقد حانت لهم فرصة ذهبية لينتف كل منهم ريشة يهديها إلى غريم طال أمد انتظاره للنتف , اوكازيون للابتذال والسمسرة وبيع الضمائر .
3
يوم آخر يمضي محملا بالقهر والحرمان والبعد القسري , البعد لا يخيفني ولكن بعض ابن آوى ممن تعملق بعد أن خلا له الميدان , يحفزني على أن أكون كما كنت الإنسان , فعندما يبكي الشجاع يقهقه ويضحك الجبان !.
وأنا حقيقة لم أصادف اسخف منهم يكتبون أسمائهم في الصخر ظنا انهم سيخلدون ؟ بينما هم كما وصفهم ميخائيل نعيمة :
( كالسلم يصعد عليه الصاعدون وينـزل النازلون , أما هم فلا يصعدون ولا ينـزلون )؟.
وأنا أقول أن الزمن لا يبقى ثابتا والصبر هو روح مقاومة الغدر , والصمت لغة الصبر وعينه , وأنا تعودت الانكسارات ولؤم الأصدقاء , لا ضير فقد علمني أبي الكبرياء والرفعة والحب , كم أتمنى أن اقبل يديه في هذه اللحظات , أمل أن يبقى رمزا نستظل بظله وخيمة نتقي بها نذالة الأقرباء ومنبعا للحب والوفاء ..
4
في مقهى هادئ نسبيا لا تسمع فيه سوى أنغام موسيقى هادئة وبضع طقطقات لأحجار النرد وتأوهات الشيش بيش , لتنشر من حولي أجواء مرح ظاهر يلتف حول الحزن والغم الذي تلبسني واختزلني في الحياة , حتى انه يعطل في أحيان كثيرة ميزة التفكير التي ادفع ثمنها الآن ؟ لأنها والصدق والثقة بالآخرين , ضرب من الجنون في مجتمع الغباء والبغاء , ففي جوار رجال مومس ونساء ثرثارات يصبح الجهل والغباء والكيد والنفاق نعمة ومصدرا للسعادة ؟ وأنا في أزقة مائية أتلمس قدري الأحمق الذي دفعني للقراءة والكتابة فكانت نقمتي التي جلبت أعداء كثيرين , سفلة جلسوا فوق المبادئ وتنعموا بنعمها , كالهالوك* يلتف حول النبتة ويمتص عصارتها حتى تفقد رونقها وتجف روحها , ثم يرقد هانئا في سبات أقبية ومتاهات جنائزية حتى تحين له فرصة القضم والمص من جديد , فقد حانت فرصة أخرى للاستثمار السياسي فالبازار متحرك وما على الهالوك سوى مص النسغ ونصب الفخاخ لأبناء جلدته , فقط ليسرح في أروقة القضية فلم تعد تتسع سواهم ومن فوقهم أسيادهم ؟؟ .
*الهالوك نبتة متطفلة صفراء اللون تظهر في حقول الخضار وتميتها .
5
على أمواج أغنية حزينة تمتطي تأوهات أفق يمتد بعيدا بعيدا , أتأمل خيوط بنفسجية تموج تحت سحابة مغبرة من كثرة ما تراكم عليها من رياء وطمس للحقيقة , ترى كم من أصحاب الحقائق تمعنوا هذا الأفق , وكم من رعاة البشر لم ينتبهوا لما يحمله من نور وإشعاع صامت ومآس ممزوجة باللوعة ولغة العقل الصامتة, لغة المهمشين والمهشمين , لغة الإنسان الذي رغم انكساراته تبقى تمده بالتفاؤل والأمل , تنثر الصبر الصامت لغة أيوب هذه ؟ أو لغة الفكر والمنطق , لا فرق لأنها تبقى لغة الضمير الحي في الإنسان المقهور .
لله درها فقد أفرزت سيلا من الأنا والآخر والخوف من المجهول , فقد تشظى المسار وتبعثرت زواياه, وبات السؤال : من ولماذا وكيف ؟ يقين منهزم وأناة هامسة , فالظل لا زال قائما فينا , أهي مثالية فجة أم نتاج استغلال وقح لإنسانيتنا , اغتالت الحب وسلعت العقل ووشمت الإرادة بالأصفاد وزرعت أعشاش دبابير تعتاش على ورد الحياة وزهر الرمان ؟
هو الأفق بكل مستوياته وتياراته , سجين أقبية الرؤوس والعتمة اللاإنسانية , فقد سادت جيوب النقرس وتباينت وتعددت ,لا مداد يملؤها , توازت بالأرض والتحفت بها , تتلذذ بالوطء وتشدو للحرية ؟ حرية هذا الزمن المتفحش مـن ألفه إلى يائه إلى رجاله ؟ .
استنبول 16/10/2001
ذاك العس ؛ هذا الوطواط
العس كثر يتواجدون في كل المجتمعات المغلقة وتتطور أساليب عملهم وتتعدد وظائفهم وتمتد لهم أيادي وعيون وآذان, تمتهن ركوب الموجة لحماية الأنا المتوافقة مع غريزة القطيع الفطرية المستندة على دعائم جهل أفقي وتجهيل عمودي يمتد من برج النهاية حتى منارة تدمر؟ ترصف العقل وتعيد تشذيبه بمواد خام ثقافية وسياسية واجتماعية, تواءم سوق الأرصفة وملفات الاستثمار السياسي, ورجالات الظل والتظل والعرض والطلب ! المغلفة بالمعاصرة والمفعمة بفيروس القبيلة والعقل السكوني الرعوي المتربع على عرش القضية والمتزنر بكومة من وطاويط الظلام المهترئة ألسنتهم من كثرة الفحيح والنم والنق والتغني بأمجاد مسيلمة وعاد وثمود ؟ فطبول أدمغتهم معدة للتسمين بالتوافق مع صيرورة العس ووظيفة الوطواط ؟!.
تصحر عقلي دمر أنظمة السلوك الإنسانية وأفنى قاعدتها المادية , فبات مجتمعنا الكردي في سوريا يزخر بازلام رجس جثت على صدر العقل واغتالت الفكر لتزرع عثة التصحر التي حصدناها انسدادات شتى أضاعت الشعب وموهت القضية لتلاءم أهواء فوهات التنانير وكتبة العسس ! ولهذا فأنا أعطيهم كل الحق في محاربة ومواجهة بناة العقل والإنسان المواجه لوجودهم الرث وعفونة رؤاهم المتخمة بالاشنيات والطحالب وصور الانتصارات المزعومة وإثباتات التاريخ المزيف! تراهم يبحثون في أصقاع الأرض وأوكارها عن مسارات تجمل خطاهم يتغنون بالديمقراطية وبقضية تنوح من كثرة ما اغتصبوها , تزنرت أفواههم بلجام المتاهة وان نطقوا فبلسان غير الإنسي المجبول برائحة الغدر وشيم المهانة !
لله در حزيباتنا كم تحوي من أفاقين وكهنة وشيوخ قاع المجتمع وحثالاته , تجمعوا وتراصت ذواتهم المتكسرة والمباعة في دهاليز الرعب الإنسانية , هؤلاء المنتمون إلى حيواتهم الأولى ! إلى رمزية هابيل وقابيل هم استمرار لاهتراء الإنسان وتنامي النسانيس !! الفكر والعقل لديهم علمنة دائرية قوامها وحدها الداخلي استمراريتهم الهشة وركودهم المحدثن في أفق التعرج والتلون والقدرة على الاستمناء بمأساة شعب عبر مرجعية تمارس الاستبداد باسم الحقيقة والقضية !! خطابهم استراتيجية لاهوتية تمارس الديكتاتورية على من تسعى لتحريرهم , نصوصهم تحجب وتخدع وتحور وتحرف العقل الإنساني لتسوغ اللامعقول وتجعله أرضية مؤاتية لاسطرة شخصانية , وبين هذا وذاك تتعالى ضحكات الوطاويط وابتسامات شماتتهم المهداة بامتياز لأقبية الذل ومتاهات العار!؟
دعوات هي رؤاهم , مبطنة للانخراط في مهاوي بؤسهم السياسي ونفاقهم الاجتماعي , البيئة التي يكثر فيها مناضلي الأرصفة متعددي اللغات والشخصيات منها الموالي ومنها المناوئ ومنها ...؟ يجيدون سلاح التأكرد ! كيف لا وهم طهاة الفكر في مطابخ أبو جهل وورشات التصنيع والتحوير القروية ؟ يتحفونك كل صباح بمشروع وحدوي أو تقسيمي لا فرق ! باسم الوحدة الوطنية أو القومية لا يهم ! يشدوا بمنهجيتها وجذريتها وشموليتها خطباء صلاة الجمعة والباعة الجوالين , ويجمعها قاسم مشترك أوحد , تسلب عقول الحالمين بغد افضل واجمل , لكنها فقط تنفيهم وتبعدهم عن قضيتهم وعقولهم ! .
هل نستكين ونلوذ بالصمت ونلوك ما يحاول كتابته على جبهتنا بوكيمونات الشيزوفرينيا السياسية ! من جهتي ارفض هذا المنطق وادعوا للانطلاق من الإنسان فينا , لنبني الإنسان , القلب , المفهوم , ولنـزرع ثقافة العقل , الديمقراطية في الرأي ولنبحث معا عن حقيقة النص , فدورة التاريخ لا ترحم , لم ترحم قابيلا وبكرا وبشارا وعبطانا وقادرا ومقتدرا وإنما فقط أشادت بالأمير!
ولنتذكر فقط حقيقة النص الذي قال ( بان أمة لا تتصالح مع ذاتها , لا تناقش ماضيها , تحت ضوء الشمس ولا تستوعب تاريخها بكل ما فيه من نقاط ضوء وظل , محكوم عليها أن تكرر أخطاءها إلى الأبد )؟.
استنبول 25/10/2001


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق