السبت، 18 فبراير 2012

0 من كتاب عميد شهداء سورية القائد مشعل تمو 3


3
أن المجتمعات تفخر بنوعية العلاقات العامة السائدة فيها , وبمجموعة القيم المكتسبة عبر تراكمات نضالية وتضحيات إنسانية شيدت عبر أجيال عديدة نظم للقيم السلوكية تتجسد عبرها العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية , فنمط العلاقات الممارسة في المجتمع تدل على مستوى الوعي السائد في دلك المجتمع , وطبيعي أن الأمر يتعلق بمجموعة القواعد والأسس التي تربى عليها الأجيال ضمن ذلك المجتمع , ومن الظواهر
ما يتواجد في كل المجتمعات سواء المتقدمة منها أو المتخلفة , لكن الفرق أن الأولى تملك من المؤسسات الراسخة جذورها ما يكفي لإصلاح الظاهرة الفاسدة و ومن استقلالية قضائية ما يكفي للحكم على أصحاب تلك الظاهرة وممارسيها , أما في المجتمعات المتخلفة فالظواهر الفاسدة حقيقة من الحقائق الملموسة , وهي حلقات مترابطة كل منها محمي بالأخر , حتى أن أحدا لم يعد يكلف نفسه عناء الحديث عنها , كونها أصبحت جزءا من أساسيا من صيرورة الحياة اليومية , محمية بالقانون ومتجاوزة له , مالكة للقضاء ومسيرة لشؤونه , وباختصار ينطبق على المجتمع المتخلف قولان ماثوران :
الأول : ما قاله أحد الشعراء الإنكليز قديما في معرض وصفه للسائد في بلاط الملكة (أن الغش والكذب والنفاق والمداهنة أمور أربعة لا بد منها للوصول إلى الفضل والنعمة , وإذا كنت مجردا من هذه الكلمات الأربع أولى بك أن تعود أيها الأخ الطيب إلى بيتك)
أما القول الثاني فهو لابن كثير في كتاب البداية والنهاية إذ يقول (إذا نزلت الأخبار والأوامر والنواهي من أهل الطوابق العليا إلى أهل الطوابق السفلى فالسعد السعيد من قابل الأخبار بالتصديق والأوامر والنواهي بالتعظيم)؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق